أهل البيت في الكتاب المقدس
إعداد: قتول عزيز
مما لاشك فيه إن الله سبحانه وتعالى قد أرسل الرسل والأنبياء للعالم لكي يبينوا للناس بأن الله هو الخالق الأحد ولا شريك له أو منازع في خلقه، ثم بدأ هؤلاء الرسل بشرح تفاصيل الرسالات السماوية وبيان مضامينها وما يقع على البشر من تطبيق لهذه القوانين وهذا مما لاشك فيه يظهر مدى الصعوبة التي تواجههم في ذلك.
حتى يبدأ المرسل بتقديم الأدلة والبراهين والحجج التي تبين ذلك، ثم وبعد أن تثبت العقيدة ويبدأ الناس بممارسة طقوسها يتجه المرسلون إلى نهج أسلوب جديد مع البشر من خلال حياتهم اليومية وفي جانب مهم من دقائق حياتهم وهو أسلوب وكيفية المعاملة مع بعضهم البعض عن طريق المعاملات التي تجري بينهم، حتى يبدو كل شيء واضح أمامهم.
إلا أن البعض ممن أتاحت لهم الفرصة أن يتلاعبون بهذه الكتب السماوية ويجمعوا على تحريفها و إدخال الضلالة فيها وتشويه كلمات الله فيها وخصوصاً التوراة والإنجيل همهم في ذلك هو السيطرة على السلطة ومنافذ الحياة وخاصة الدينية بعد أن كان هو المسيطر على الدولة من مثيل هؤلاء الرهبان.
حتى أصبح الناس ينقادون إليهم إنقياداً أعمى دون التفكير بنتائج الأمور، من خلال صورة هؤلاء في ترتيل طقوسهم وما يصاحبه من عوامل نفسية يحاول الرهبان إدخالها على نفوس هؤلاء الضعفاء ويغرسها في عقولهم حتى يصبحوا كالآلة، ومن يخرج عن هذا فالسياط فوق رأسه أو يقتل فتعاليم الكنيسة هي تعاليم الدولة.
لكن الله سبحانه وتعالى قال: (الدين عند الله الإسلام..) وكذلك ذكر في محكم كتابه الكريم كل ما قامت به أيدي هؤلاء من تحريف للكلام وكشفوا عن المؤامرة التي حاكوا خيوطها بسبب ما بشر به الله سبحانه من بشارات في أهل البيت.
وكذلك من خلال التنقيب والتمحيص الذي أبثت أن المحرفين قد جمعوا الكتابين - التوراة والإنجيل - في كتاب واحد تحت عنوان (الكتاب المقدس) الذي برزت فيه مجمل متناقضات وأحكام غير منطقية وقوانين مبتدعة عكس ما جاء به كتاب (العهد القديم) الذي يؤمن بوحدانية الخالق عز وجل، بينما (العهد الجديد) يؤمن بعقيدة (التثليث) وهي أساس الكفر والإشراك وجعل المسيح (عليه السلام) أبناً لله.
وعلى الرغم من الرابط المشترك الذي يجمع الرسالات الإلهية والذي يكون محوراً للمفاهيم المشتركة التي أرادها الله سبحانه وتعالى إلا أنهم يكابرون.
فليس عجباً أن ترى دور أئمة الهدى (عليهم السلام) مسطورة في ألواح إلهية أخرى غير الألواح التي ألفناها وعشناها، وكذلك التنبوء بظهور المنتظر (عجل الله فرجه).
إن الوجود الفلسفي والتكويني لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) ليس وجوداً عابراً أو مختصراً بمذهب معين بل هو من صميم جوهر الوجود الذي نختبره في أحاسيسنا ووجداننا العقائدي.
فالعصمة في تبليغ الرسالة ليست منفصلة عن طبيعة الوجود البشري على هذه الأرض، بل إن التصميم الرائع لطبيعة الكون الصامت يقابله تصميم رائع على صعيد النقاء والطهارة والقدرة وأروع أشكال الاتصال بالخالق عز وجل وهم: أهل بيت النبوة (عليهم السلام) الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.. فالتصميم في دقة الكون يقابله تصميم في الطهارة والنقاء والصفاء الإنساني المرتبط بالله عز وجل الذي تمثل بأهل البيت (عليهم السلام) وإذا ثبت الإشارة إلى أهل البيت (عليهم السلام) في كتاب (العهدين) فإننا نفهمها ضمن هذا الإطار.
لذلك عندما نتصفح العهدين نجد أن الوقائع التاريخية التي ذكرت لم تمسها يد التزوير والتحريف، بل إن دلالتها قد زورت فمريم (عليها السلام) حملت المسيح (عليه السلام) وولدته بالقدرة الإلهية وهذه واقعة تاريخية، إلا أن ما حرّف هو دلالتها وصورت كأنها ولدت ابناً للخالق وتعالى عن ذلك علواً كبيراً وعندما تزوج إبراهيم (عليه السلام) من هاجر كانت تلك واقعة تاريخية إلا أن دلالاتها صورت وكأنه وقع عمل حرام فكان إسماعيل (عليه السلام) ابناً غير شرعي لإبراهيم، كما يزعم العهد القديم، ولم يكتفوا بهذا بل طمست معالم كثيرة وحقائق تتعلق برسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة الاثني عشر (عليه السلام) حتى جاء من هو على استعداد لكشف تلك الحقائق باتباع المنهج التحليلي للنص وأرجاعه إلى أصوله اللغوية وحذف التشويهات التي ربطته بسياقه وأماطوا اللثام عن وجه الحقيقة حتى بانت.
والملفت للنظر هو على الرغم من اتهام النصارى لليهود بخطيئة صلب المسيح (عليه السلام) نجد في العهد القديم والجديد يطبعان كما قلنا تحت عنوان (الكتاب المقدس) وان هدفهم مشترك وذلك يبين حقدهم الصهيوني - الصليبي اللدود لكل ما يمت بصلة للإسلام.
ولم تتوقف عند هذا الحد حتى بدأوا يسلكون طرق الفساد والإغراء في حملاتهم التبشيرية القذرة وفي كل البلدان ليطرحوا أفكاراً مزورة وليست أقوالاً إلهية وبتأسيس الجمعيات والمدارس التعليمية التي تخدم إغراضهم الدنيئة للطعن بالإسلام.
وكل هذا بكفة والتعرض إلى كتاب الله بكفة أخرى، ولكن هيهات من ذلك وقد قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
وهذا من أسفارهم نموذجاً في سفر (ارميا) يخبر عن مذبحة كربلاء في هيوم هَهو كاشلوا في نافلو تسافونا على يد نهر فرات في آكلا حيرب في سابعا في راونا من دمام كي زيبح لأدوناي پهفا تسفا ؤوت با إيرشس تسافون إل نهر فرات.
تفسير النص في ذلك اليوم يسقط على نهر في المعركة قرب نهر الفرات وتشيع الحرب والسيوف وترتوي من الدماء التي تسيل في ساحة المعركة بسبب مذبحة ربّ الجنود في أرض تقع شمال نهر الفرات.