الرئيسية / المقالات / مقالات مختارة

  • فداها أبوها

  • فداها أبوها

    نقل المرحوم الحاج السيد نصر الله المستنبط رواية عن بعض الثقات عن الكتاب القيّم «كشف الثاني» أن جمعاً من الشيعة وردوا المدينة وجاؤوا برسالة تحوي عدداً من الأسئلة إلى الإمام الكاظم (عليه السلام)، فوجدوه مسافراً، كما أن الإمام الرضا لم يكن بالمدينة. فقرر هؤلاء العودة إلى وطنهم في حالة من الحزن والغم لأنهم لم يحظوا برؤية الإمام، فتأثرت لذلك المعصومة (عليها السلام) التي لم تكن آنذاك قد بلغت سن التكليف، فما كان منها إلاّ أن أخذت الرسالة وأجابت عن أسئلتهم، فترك هؤلاء الشيعة المدينة مسرورين، والتقوا الإمام الكاظم (عليه السلام) خارج المدينة وحكوا قصّتهم له وأروه خط السيدة المعصومة، ففرح الإمام بذلك وقال: «فداها أبوها».


    المصدر:

    نقل المرحوم المستنبط هذه القصة عن كتاب «كشف الثاني» للعالم الشيعي «ابن العرندس» المتوفى بحدود سنة 840 هـ. ولم يطبع هذا الكتاب لحد الآن وله نسخة خطية في مكتبة الشوشتري في النجف الأشرف.

     

    دقيقة تأمل:

    إن هذه الرواية الشريفة تكشف لنا عن أبعاد فريدة في شخصية السيدة المعصومة (ع) من العلم اللدني الذي كان يتفجر من صدرها الشريف (ع) بحيث تجيب عن مسائل القوم وهي لم تبلغ بعد سن التكليف وهذا يذكرنا بعمتها السيدة زينب (ع) التي قال عنها الامام زين العابدين (ع):(يا عمة أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة )
    والأمر الآخر والأهم هو قول الإمام موسى بن جعفر (ع) في حقها :(فداها أبوها) أي مقام وصلت اليه هذه السيدة الجليلة بحيث يفديها الامام المعصوم بنفسه.
    والمعصوم لا ينطق عن الهوى فلا يجامل في الحق فكلماته ربانية خالية من كل خطأ او زيادة أو نقصان فالمعصوم يسمي الاشياء بمسمياتها الحقيقية والواقعية.
    ينبغي لنا دراسة هذه الشخصية العظيمة دراسة متعمقة كي نقف على الجوانب العلمية والملكوتية في شخصيتها لما يرجع ذلك من الفائدة علينا كي نصل الى معرفتها التي هي مقدمة لدخول الجنة كما روي عن الامام الرضا (ع) قوله:(من زارها عارفاً بحقها فله الحنة) .

    • تاريخ النشر : 2018/05/27
    • مرات التنزيل : 360

  • مقالات ذات صلة